ويقولون ضد الذكر: النسيان بفتح النون والسين، فيوهمون فيه، لأن النسيان تثنية النسا وهو العرق الذي في الفخد، فأما المصدر من نسي فهو النسيان على وزن فعلان مثل العرفان والكتمان، فإن جاءت مصادر في كلام العرب على فعلان بفتح الفاء والعين فهي مما يختص بالحركة والاضطراب كالوجدان [والذملان] واللمعان والضربان، ومن غريب ما جاء على فعلان قولهم في جمع كروان: كروان، كما قال "ذو الرمة":
(من آل أبي موسى ترى القوم حوله ... كأنهم الكروان أبصرون بازيا)
وذكر بعضهم أنه يجمع صفوان على صفوان، وهو من الشاذ.
ــ
(فإن جاءت مصادر في كلام العرب على فعلان بفتح الفاء والعين فهي مما يختص بالحركة والاضطراب).
هذا ما ذكره "ابن جني" وعده من بدائع العربية لدلالة الهيئة على معانيها الوضعية، إلا أنهم أوردوا على ما ذكره شنآن بمعنى البغض، وأجاب عنه صاحب "الكشف": بأن في اضطرابا وحركة نفسية تنزل منزلة الحسية، و"لأبي علي الفارسي" في "الحجة" كلام نفيس ليس هذا محله.
(ومن غريب ما جاء على وزن فعلان قولهم في جمع كروان: كروان).
يعني أنه جمع فعلان بفتح الفاء وسكون العين على فعلان بكسر الفاء وسكر العين، وهو من النوادر في الأوزان.
وقال "ابن بري": إنه ورد منه ألفاظ أخر غير ما ذكره المصنف، وهي ورشان لطائر وجمعه ورشان، وقلتان للفرس النشيط وقلتان في جمعه، وصلتان للماضي في الأمور،