للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[٤١]- تمييز كم الاستفهامية وكم الخبرية]

ويقولون في الاستخبار: كم عبيدا لك؟ مقايسة على ما يقال في الخبر: كم عبيد لك. فيوهمون فيه؛ إذ الصواب أن يوحد المستخبر عنه بكم فيقال: كم عبدا لك لأن كم لما وضعت للعدد المبهم أعطيت حكم نوعي العدد، فجر الاسم بعدها في الخبر تشبيها بالعدد المجرور في الإضافة، ونصب في الاستفهام تشبيها بالعدد المنصوب على التمييز، فلهذه العلة جاز أن يقع بعد كم الخبرية الواحد والجمع، كما يقال: ثلاثة عبيد وألف عبد، ولزم بعد الاستفهامية أن يقع بعدها الواحد كما يقع بعد أحد عشر إلى تسعة وتسعين، وامتنع أن يقع بعدها الجمع لأن العدد بعدها منصوب على التمييز، والمميز بعد المقادير لا يكون جمعا.

ــ

(ويقولون في الاستخبار: كم عبيدا لك؟ مقايسة على ما يقال في الخبر: كم عبيد لك. فيوهمون فيه؛ إذ الصواب أنه يوحد المستخب عنه).

هذا لا وجه له، لأن ما منعه جوزه الكوفيون، واعترف بوروده البصريون، إلا أنهم قالوا: إنه مؤول، وفي "التسهيل": كم اسم لعدد مبهم، فيفتقر إلى مميز لا يحذف إلا بدليل، ثم قرر جواز جره، وقال: ولا يكون مميزها جمعا خلافا للكوفيين، وما أوهم ذلك فحال والمميز محذوف.

وقال شراحه: مثاله "كم لك غلمانا؟ " وتقديره كم نفسا استقروا لك غلمانا؟ فحذف المميز، والجمع المنصوب حال من ضمير الظرف المستقر، والعامل فيه الظرف

<<  <   >  >>