للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[٢١٨]- حذف نون «أن» مع لا]

ومن ذلك أنهم إذا ألحقوا لا بأن حذفوا النون في كل موطن، وليس ذلك على عمومه، بل الصواب أن يعتبر موقع أ، ، فإن وقعت بعد أفعال الرجاء والخوف والإرادة كتبت بإدغام النون. نحو: رجوت ألا تهجر، وخفت ألا تفعل، وأردت ألا تخرج.

وإنما أدغمت النون في هذا الموطن لاختصاص أن المخففة في الأصل به، ووقوعها عاملة فيه، فاستوجب إدغام النون بذلك، كما تدغم النون في إن الشرطية عند دخول لا عليها، وثبوت حكم عملها على ما كان عليه قبل دخولها فتكتب: إلا تفعل كذا يكن كذا. وإن وقعت «أن» بعد أفعال العلم واليقين أظهرت النون لأن أصلها في هذا الموطن أن المشددة، وقد خففت، وذلك في مثل قوله تعالى: {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا} وكذلك إن وقع بعد لا اسم نحو: علمت أن لا خوف عليه، لأن التقدير في الموطنين أنه لا يرجع إليهم قولا، وأنه لا خوف عليه، وإن كان وقوعها بعد أفعال الظن والمخيلة جاز إثبات النون وإدغامها لاحتمالها في هذا الموطن أن تكون هي الخفيفة في الأصل والمخففة من الثقيلة، ولهذا قري: {وحسبوا ألا تكون فتنة} بالرفع والنصب، فمن نصب بها أدغم النون في الكتابة، ومن رفع أظهرها.

ــ

(ومن ذلك أنهم إذا ألحقوا لا بأن حذفوا النون في كل موطن، وليس ذلك على عمومه) كما فصله المصنف، وهو أيضاً مما اختلف فيه علماء الرسوم، فقيل: تكتب دائماً موصولة، وقيل: تكتب دائما مفصولة، وقيل: إن كانت عاملة وصلت وإلا فصلت، ومنهم من قال: إن أدغمت بغنة فصلت وإلا وصلت.

<<  <   >  >>