للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[١٦٣]- قولهم: ما لي فيه منفوع ولا منفعة]

ويقولون في مثله: مالي فيه منفوع ولا منفعة فيغلطون فيه؛ لأن المنفوع من أوصل إليه النفع، والصواب أن يقال: ما لي فيه نفع ولا منفعة، فإن توهم متوهم أنه مما جاء على المصدر فقد وهم فيه؛ لأنه لم يجي من المصادر على وزن مفعول إلا أسماء قليلة وهي الميسور والمعسور بمعنى اليسر والعسر، وقولهم: ما له معقول ولا مجلود، أي ليس له عقل ولا جلد، وقولهم: حلف محلوفاً، وقد ألحق به قوم المفتون، واحتجوا بقوله تعالى: {بأييكم المفتون} [القلم: ٦] أي الفتون وقيل؛ بل هو مفعول، والباء زائدة وتقديره: أيكم المفتون.

ــ

(لم يجي من المصادر على وزن مفعول إلا أسماء قليلة وهي الميسور والمعسور بمعنى اليسر والعسر، وقولهم: ماله معفول ولا مجلود أي ليس له عقل ولا جلد، وقولهم: حلف محلوفاً وقد ألحق به قوم المفتون).

ومما جاء منه أيضاً [المرفوع والموضوع لضربين من السير كما في "الإقليد" ومنه] أيضاً مرجوع ومردود ومحصول، وقد يجيء بالتاء كمكروهة ومصدوقة، وكما جاء المصدر على مفعول ومفعولة جاء أيضاً على فاعل وفاعلة، ولم يثبت "سيبويه" المصدر على مفعول، وتأول قولهم: دعه إلى ميسوره أو معسوره، وقال: كأنه قال دعه إلى أمر يوسر فيه أو يعسر فيه، ويتأول المعقول أيضاً كما قاله "الجوهري".

وأما تخطئة المصنف للناس في قولهم ماله منفوع بمعنى منفعة بأن مجيء المصادر على مفعول سماعي ولم يسمع هذا، اللهم إلا أن يدعي فيه أنه مؤول كما قال "سيبويه" في أمثاله، إلا أنه قال في كتاب "الدر اللقيط" "لابن أم مكتوم" قال "أبو حيان" في

<<  <   >  >>