ومن ذلك أنهم يحذفون الألف من ابن في كل موضع يقع بعد اسم أو كنية أو لقب، وليس ذلك مطرداً على ما توهموه، ولا يوجب حذف الألف ما تخيلوه، لأنه إنما تحذف الألف من ابن إذا وقع صفة بين علمين من أعلام الأسماء أو الكني أو الألقاب؛ ليؤذن بتنزله مع الاسم قبله بمنزلة الاسم الواحد، لشدة اتصال الصفة بالموصوف وحلوله محل الجزء منه، ولهذه العلة حذف التنوين من الاسم قبله فقيل: على بن محمد، كما يحذف من الأسماء المركبة من «رامهرمز» و «بعلبك» فما عدا هذا الموطن وجب إثبات الألف فيه، وذلك في خمسة مواطن:
أحدها: إذا أضيف ابن إلي مضمر كقولك: هذا زيد ابنك.
والثاني: إذا أضيف إلي غير أبيه كقولك: المعتضد ابن أخي المعتمد على الله.
والثالث: إذا نسب إلي الأب الأعلى كقولك: أبو الحسن ابن المهتدس بالله.
والرابع: إذا عدل به عن الصفة إلي الخبر كقولك: إن كعباً ابن لؤي.
والخامس: إذا عدل به عن الصفة إلي الاستفهام كقولك: هل تميم ابن مر؟
ــ
(تحذف الألف من ابن إذا وقع صفة بين علمين من الأعلام الأسماء والكنى).
هذا أيضاً مما اختلف فيه، فمنهم من لم يحذف مع الكنية، ومنهم من اشترط اشتهاره بها، وأما إذا وصف باسم الأب الأعلى فعند المصنف كغيره لا تحذف، وفي شرح «التسهيل»: الصحيح أنها تحذف، وأنشد «سيبويه»: