ويقولون عند نداء الأبوين: يا أبتي ويا أمتي، فيثبتون ياء الإضافة فيهما مع إدخال تاء التأنيث عليهما، قياسا على قولهم: يا عمتي، وهو وهم يشين وخطأ مستبين، ووجه الكلام أن يقال: يا أبت ويا أمت بحذف الياء والاجتزاء عنها بالكسرة، كما قال تعالى:{يا أبت لا تعبد الشيطان}{يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا}، أو يقال: يا أبتا ويا أمتا بإثبات الألف، والاختيار أن يوقف عليهما بالهاء، فيقال: يا أبه ويا أمه، فإن قيل: فكيف دخلت تاء التأنيث على الأب وهو مذكر؟ فالجواب: أنه لا غرو في ذلك، ألا ترى أنهم قالوا: رجل ربعة ورجل فروقة، فوصفوا المذكر بالمؤنث، وقالوا: امرأة حائض فوصفوا المؤنث بالمذكر، وإنما يستعمل ما ذكرناه في النداء خاصة، فأما قولهم: عمتي وخالتي فإن التاء فيهما تثبت في غير موطن النداء.
ــ
(يا أبتي ويا أمتي فيثبتون ياء الإضافة فيهما مع إدخال ياء التأنيث عليهما قياساً على قولهم: عمتي وهو خطأ).
إذا كان المنادى المضاف إلى ياء المتكلم أباً أو أماً ففيه لكثرة استعماله لغات بفتح وبكسر وبضم أو يؤتى بألف مع التاء كما قال: يا أبتا علك أو عساكا ...
اختلفوا في هذه التاء فقال الكوفيون: هي لتأنيث الكلمة وياء المتكلم مقدرة بعدها، ورد لجواز قلبها هاء في الوقف، ولو كان بعدها ياء لم يجز.
وذهب البصريون إلى أنها عوض من ياء الإضافة، ولذلك لا يجمع بينهما فلا يقال: يا أبتي ويا أمتي إلا ضرورة، والصحيح أنه ليس بضرورة إلا أنه شاذ، لأنه قرى في قوله تعالى {يا حسرة على ما فرطت}.