ويقولون في جمع رحى وقفا: أرحية وأقفية، والصواب فيهما أرحاء وأقفاء، كما روى "الأصمعي" أن أعرابيا ذم قوما فقال: أولك قوم سلخت أقفاؤهم بالهجو، ودبغت جلودهم باللؤم [وأنشد "ابن حبيب":
(دعتني النساء الهاملات عيونها ... وما لي من بعد النساء بقاء)
(على حالة لا يعرف الكلب أهله ... لهن أنين تارة وعواء)
(فقلت: أبينا ما يقولون إننا ... بنو الحرب فينا للإباء إباء)
(إذا الحجفات السمر كن وقاءكم ... فليس لنا إلا الصدور وقاء)
(فولوا بأقفاء الإماء كأنهم ... لدى الروع معزى ما لهن رعاء)
ــ
(ويقولون في جمع رحا وقفا: أرحية وأقفية، والصواب فيهما أرحاء وأقفاء).
قال "ابن بري": ما أنكره ورد السماع به، فقالوا: أرحاء وأرحية، وأقفاء وأقفية كندى وأنجية وسدى وأسدية ولوى وألوية وشرى وأشرية، وهذا مما حملوا فيه المقصور على الممدود، كما عكسوا فقالوا: هباء وأهباء وأحياء وفناء وأفناء ودواء وأدواه. وأيضا رحا وقفا سمع فيهما المد، فيكون هذا على لغة من مدهما، وعلى كل حال "فإذا جاء نهر الله يطل نهر معقل" وما بعد السماع إلا ما يصم الأسماع ويعني الطباع.