ويقولون في تصغير عقرب: عقيربة. فيوهمون فيه وهم من لم يستقر كلام العرب، ولا عشا إلى جذوة الأدب. لأن العرب تصغرها على عقيرب كما تصغر زينب على زيينب، وذلك أن الهاء إنما ألحقت في تصغير الثلاثي نحو قدر وقديرة وشمس وشمسية، فأما الرباعي فإنه لما ثقل بكثرة حروفه نزل الحرف الأخير منه منزلة هاء التأنيث والدليل عليه منع «سعاد» من الصرف كما منع ما فيه الهاء. فلما حل الحرف الأخير من الرباعي المؤنث محل الهاء من الثلاثي لم يجز أن تدخل عليها الهاء كما لا يدخل على هاء التأنيث هاء أخرى.
تصغير ذا وذي
ومن أوهامهم في التصغير قولهم في تصغير ذي الموضوعة للإشارة إلى المؤنث: ذيا فيخطئون فيه؛ لأن العرب جعلت تصغير ذيا لذا الموضوعة للإشارة إلى المذكر، ولم تصغر ذي الموضوعية للإشارة إلى المؤنث على لفظها لئلا يلتبس بتصغير ذا، بل عدلت في تصغير الاسم الموضوع للإشارة إلى المؤنث عن ذي إلى تا. فصغرته على تيا قال «الأعشي»:
(أتشفيك تيا أم تركت بدائكا ... وكانت قتولا للرجال كذلكا)
ــ
(يقولون في تصغير عقرب: عقيربة فيوهمون فيه).
هذا بناء منه على أن العرب لم تقل: عقربة. والواهم فيه ابن أخت خالته، فإنها مسموعة، وتصغيرها حينئذ جار على القياس. وفي «القاموس» أنثى العقارب عقرباء بالمد وهي غير مصروفة كالعقربة. اهـ. وقوله: كالعقربة تمثيل للأنثى لا لعدم الصرف وإن أوهمه كلامه. (العرب جعلت تصغير ذيا «لذا» الموضوع للإشارة إلى المذكر ولم تصغر «ذي» الموضوعة للإشارة إلى المؤنث). لئلا يلتبس تصغير المذكر، فاستغنوا عنه بقولهم لمصغره: تيا، وهم كثيرا يفعلون مثله.