للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٠ - سرداب بكسر السين لا بفتحها]

ويقولون؛ اتخذت سردابا بعشر درج، فيفتحون السين من سرداب، وهي مكسورة في كلام العرب، كما يقال: شمراخ وسربال وقنطار وشملال، وما أشبه ذلك مما جاء على فعلال بكسر الفاء، ثم إن العرب فرقت بين ما يرتقى فيه وما ينحدر فيه إلى السفل فسموا ما يرتقى فيه إلى العلو درجا وما ينحدر فيه إلى السفل دركا، ومنه قوله تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} [النساء: ١٤٥] وجاء في الآثار "أن الجنة درجات والنار دركات".

ــ

(ويقولون: اتخذت سردابا بغير درج فيفتحون السين من سرداب، وهي مكسورة في كلامهم).

في "المصباح": السرداب المكان الضيق يدخل فيه، والجمع سراديب، وقد قيل: إنه معرب "سرداب" أي الماء البارد لأنه يعد لتبريد الماء، وأوله قبل التعريب مفتوح، ولذا قيل: إن فتحه على العجمية ليس بخطأ ولا وجه له. وقوله (مثل شملال) لأن الغالب في المعرب إجراؤه على قياس الأوزان العربية، وليس المراد أن فعلالا بالفتح معدوم في كلامهم لأنه كثير فيه، وإنما المراد أنه نادر فيما نحن فيه، وهو ما لم يضاعف كصلصال ووسواس.

قال "ابن قتيبة": ليس في الكلام فعلال بفتح الفاء [غير المضاعف إلا حرف واحد، يقال: ناقة خزعال أي بها ظلع وقال الجوهري: ليس في الكلام فعلال] غير "خزعال وقهقار" يعني من غير ذوات التضعيف، وإلا فهو فيها كثير كما مر.

والمضاعف إذا فتح فهو اسم، وإذا كسر فهو مصدر، وقال "ابن مالك": الحق أن المفتوح صفة، ورد على الزمخشري أنه مصدر.

<<  <   >  >>