ويقولن: قد كثرت عيلة فلان، إشارة إلى عياله فيخطئون فيه؛ لأن العيلة هي الفقر بدليل قوله تعالى:{وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله}[التوبة: ٢٨]. وتصريف الفعل منها عال يعيل فهو عائل، والجمع عالة، وجاء في التنزيل {ووجدك عائلاً فأغنى}[الضحى: ٨] وفي الحديث "لأن تدع ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تدعهم عالة يتكففون الناس".
فأما الذين يعالون فهم عيال واحدهم عيل، كما أن واحد جياد جيد، وقد جمع عيال على عياييل، كما قيل: ركاب وركائب، ويقال لمن كثر عياله: أعال
ــ
(ويقولون: قد كثرت عيلة فلان إشارة إلى عياله، فيخطئون فيه؛ لأن العيلة هي الفقر لا العيال كما توهموه).
والمخطى هو المخطى؛ لأنه ورد بهذا المعنى في الكلام الفصيح فهو عربي صحيح، ففي الحديث:"أتخافين العيلة وأنا وليهم" كذا رواه "ابن الأثير" وفسره بالعيال، فإما أن يكون جمع عائل كالعيل كما رواه "الأزهري" أو هو تجوز من قولهم: عالة عيلة إذا قام يرزقه. ففي "التهذيب": طالت عيلتي أي طالما علتك، أو أطلق عليهم الفقر لأنهم سببه، كما يقال: قلة العيال أحد اليسارين.
(وفي الحديث "لأن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس").
هذا حديث صحيح رواه "البخاري" قاله صلى الله عليه وسلم "لسعد بن أبي وقاص"، لما دعاه