ويقولون: اجتمع فلان مع فلان، فيؤهمون فيه. والصواب أن يقال: اجتمع فلانٌ وفلان، لأن لفظة اجتمع على وزن افتعل وهذا النوع من وجوه افتعل، مثل اختصم واقتتل، وما كان أيضاً على وزن تفاعل مثل تخاصم وتتجادل وتقتضي وقوع الفعل من أكثر من واحد، فمتى أُسند الفعل منه إلى أحد الفاعلين لزم أن يعطف عليه الآخر بالواو لا غير، وإنما اختصت الواو بالدخول في هذا الموطن لأن صيغة هذا الفعل تقتضي وقوع الفعل من اثنين فصاعداً، ومعنى الواو يدل على الاشتراك
ــ
(ويقولون: اجتمع فلان مع فلان فيوهمون فيه؛ إذ الصواب أن يقال اجتمع فلان وفلان؛ لأن فلظ اجتمع على وزن افتعل، وهذا النوع من وجوه افتعل مثل اختصم واقتتل وما كان أيضاً على وزن تفاعل مثل تخاصم وتجادل يقتضي وقوع الفعل من أكثر من واحد.
في "الحواشي" لا يمتنع في قياس العربية أن يقال: اجتمع زيد مع عمرو، واختصم جعفر مع بكر، بدليل جواز اختصم زيدٌ وعمراً، واستوى الماء والخشبة، وواو المفعول معه بمعنى مع ومقدرة بها، فكما يجوز استوى الماء والخشبة كذلك يجوز استوى الماء مع الخشبة، واستوى في هذا مثل اختصم فإن المساواة تكون بين اثنين فصاعداً كالاختصام، فإذا في جاز هذه الأفعال دخول [واو المفعول معه جاز دخول] مع، كقولهم: استوى الحر والعبد في هذا الأمر. وقال "ابن مالك" في "التسهيل": تختص الواو بعطف ما لا يستغني. قال "ابن عقيل" في شرحه: نحو هذا زيدٌ وعمروٌ وبكرٌ نجباء، وسواء عبد الله وبشر.
وأجاز "الكسائي" في ظننت عبد الله وزيداً مختصمين، ثم والفاء وأو، وأوجب البصريون و"الفرَّاء" الواو، وقال "الفراءُ": رأيت أنه دخل عليه أن يقول: اختصم عبد الله فزيد اهـ وهذا مؤيد لما ذكره المحشي. وأُورد على قوله: تنفرد به الواو أم