ويقولون للمعرس: قد بنى بأهله، ووجه الكلام: بنى على أهله، والأصل فيه أن الرجل كان إذا أراد أن يدخل على عرسه بني عليها قبة، فقيل لكل من عرس: بان، وعليه فسر أكثرهم قول الشاعر:
(ألا يا من لذا البرق اليماني ... يلوح كأنه مصباح بان)
وقالوا: إنه شبه لمعان البرق بمصباح الباني على أهله؛ لأنه لا يطفأ تلك الليلة.
على أن بعضهم قال: عني بالبان الضرب من الشجر، فشبه سنا برقه بضياء المصباح المتقد بدهنه، ويجانس هذا الوهم قولهم للجالس بفنائه: جلس على بابه، والصواب فيه أن يقال: جلس ببابه؛ لئلا يتوهم السامع أن المراد به استعلى على الباب وجلس فوقه.
ــ
(ويقولون للمعرس: قد بني بأهله، ووجه الكلام فيه: بنى على أهله، والأصل فيه أن الرجل أراد أن يدخل على عرسه بنى عليها قبة، فقيل لكل من أعرس: بان).
ما أنكره مما لا شبهة في صحته فإنه بمعنى دخل [بها] فيتعدى تعديته لتضمنه معناه، وقال "ابن بري": بنى بأهله غير منكر؛ لأن بني بها بمعنى دخل بها، وقال "ابن قتيبة": يقال لكل داخل بأهله: بان، والباء وعلى قد يتعاقبان على معنى واحد، نحو أفاض بالقداح وعليها. وفي "الأساس" وتبعه صاحب "القاموس": بنى على أهله وبها زفها كابتنى، وقد تناوله الفصحاء من غير إنكار كما قال "أبو تمام":
(لم تطلع الشمس فيه يوم ذاك على ... بان بأهل ولم تغرب على عزب
(جلس على بابه، والصواب جلس ببابه) هذا أيضاً ليس بشيء، فإن [الباء مثل