ويقولون: جرح الرجل في ثديه, فيوهمون فيه والصواب أنه يقال: جرح في ثندؤته, لأن الثدي يختص بالمرأة, والثندؤة تختص بالرجل, وفيها لغتان: وثندؤة بضم الثاء والهمزة وثنوة بفتح التاء وترك الهمزة, وتجمع الثندؤة على الثنادي وقد قيل فيها: إنها طرق الثدي. فأما تسمية المقتول من الخوارج بالنهر وأنه "ذا الثدية" فليست الإشارة فيم إلى أن له ثدياً فأضيف إليه, ولا التصغير واقع على الثدي أيضاً, لأن الثدي مذكر والمذكر لا تلحقه الهاء إذا صغر, وإنما المراد منه أنه يده كانت لنقص خلقها تشبه بالقطعة من ثدي المرأة فأنثت عند التصغير أسوة المؤنث المصغر, ويعضد هذا القول
ــ
(ويقولون: جرح زيد في ثديه, فيوهمون فيه والصواب أن يقال في ثندوته) لأن الثدي يختص بالمرأة والثندوة تختص بالرجل. هذا مما ذهب إليه بعض اللغويين, وذهب غيره إلى عمومه فقال: الثدي يذكر ويؤنث, وهو للرجل والمرأة, واقتصر في "القاموس" على تذكيره وهو الشهر. وفي "صحيح مسلم": أن رجلا من الصحابة وضع ذباب السيف بين ثدييه" فاستعمل الثدي للرجل, وفي شرحه؛ الثدي مذكر على اللغة الفصيحة وعليها اقتصر "الفراء" و"الثعلب" وكثير من أهل اللغة. وحكى "ابن فارس" و"الجوهري" فيه التذكير والتأنيث, وقال "ابن فارس": الثدي للمرأة يقال لذلك الموضع من الرجل ثندوة بالفتح بلا همزة وبالضم مع الهمزة. قال "الجوهري": الثدي للمرأة والرجل, فعلى قول "ابن فارس" يكون الثدي استعير