ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين قولهم: زيد يأتينا صباح مساء على الإضافة ويأتينا صباح مساء على التركيب, وبينهما فرق يختلف المعنى فيه, وهو أن المراد به مع الإضافة أنه يأتي في الصباح وحده؛ إذ تقدير الكلام يأتينا في صباح مساء, والمراد به عند تركيب الاسمين وبنيتها على الفتح أنه يأتي في الصباح والمساء. وكان الأصل هو يأتينا صباحاً ومساء فحذفت الواو العاطفة وركب الاسمان وبنيا على الفتح لأنه أخف الحركات, كما فُعِل في العدد المركب من أحد عشر إلى تسعة عشر.
ــ
(ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين قولهم: زيد يأتينا صباح مساء على الإضافة ويأتينا صباح مساء على التركيب). حاصل فرقه أن في الإضافة الإتيان [في الصباح فقط وفي التركيب] في الصباح والمساء معا, وليس كما قال؛ "ابن بري": ليس هذا الفرق مذهب أحد من النحويين [البصريين] قال "السيرافي": يقال سير عليه صباح مساءٍ وصباحَ مساءَ وصباحاً مساءً, ومعناهن واحد, وليس سير عليه صباح مساءٍ مثل ضربت غلام زيد في أن السير لا يكون إلا في الصباح كما أن الضرب لا يقع إلا بالأول وهو الغلام دون الثاني؛ لأنك لو لم ترد أن السير وقع فيهما لم يكن في إتيانك بالمساء فائدة, وهكذا قال "سيبويه" فلا عبرة بما قاله المصنف. وعلى ذكر صباح مساء يحسن إيراد قولي فيه:
(يا طرة من فوق غرة شادن ... تهدي لرائيها ضنى الأهواء)
(عبث الغرام بمهجتي في حبها ... عبث النسيم بها صباحَ مساءِ)