قال الشيخ الرئيس «أبو محمد القاسم بن علي». رحمه الله: وقد عثرت لجماعة من الكبراء على أوهام في الهجاء عدلوا في بعضها عن رسومه المقررة، ولم يفرقوا في بعضها بين مواقع اللفظة المستطردة، فرأيت أن أكشف عن عوارها، وأنبه على التعري من عارها، لتتنوع فوائد هذا الكتاب وتنجلي به أكثر الشبه عن الكتاب.
[[٢١٤]- حذف الألف في بسم الله]
فمن ذلك: أنهم يكتبون «بسم الله» بحذف الألف أينما وقع وحيثما اعترض، فيوهمون فيه، لأن الألف إنما حذفت منه إذا كتب في فواتح السور وأوائل الكتب لكثرة استعماله في كل ما يبدأ به ويشرع فيه.
وتقدير الكلام في البسملة المصدرة: أبدأ باسم الله أو فتتح باسم الله، فترك إظهار هذا الفعل لدلالة الحال الحاضرة عليه، فإن برز وجب إثبات الألف كما أثبتت في قولك:{اقرأ باسم ربك} و {سبح باسم ربك}.
وقد رأيت أحد الأعيان المتشيعين بدعوى البيان كتب في صدر كتابه: بسم
ــ
التنبيه إلي بعض أخطاء إملائية:
ثم إن المصنف، -رحمة الله تعالى- جرى على نهج أهل العربية فختم كتابه بمسائل تتعلق برسم الخط فأفاد وأجاد، روح الله روحه فقال -مبتدئاً بالبسملة تيمناً وتبركاً وهو من حسن صنيعه:
(يكتبون بسم الله بحذف الألف أينما وقع وحيثما اعترض فيوهمون فيه)
يعني أنه لا يحذف ألفه في البسملة خاصة وعند حذف المتعلق، وهذا أيضاً مختلف فيه فقال «الكسائي»: لا تشترط الإضافة إلي اسم الجلالة فيحذفها في نحو قوله باسم القاهر، واشترط بعضهم الإضافة إلي لفظ «الله» وعدم ذكر المتعلق، وأما اشتراط تمام البسملة ففي شرح «التسهيل» فيه نظر، وكذا اشترط كونه واقعاً في الابتداء كما قاله