ويقولون إذا زالت الشمس إلى أن ينتصف الليل: مسيت بخير، وكيف أمسيت؟ وجاء في الأخبار المأثورة أن النبي عليه الصلاة والسلام. كان إذا انفتل من صلاة الصبح قال لأصحابه: هل فيكم من رأى رؤيا في ليلته؟ وقد ضرب المثل في المتشابهين، فقيل: ما أشبه الليلة بالبارحة كما قال "طرفة":
(كل خليل كنت خاللته ... لا ترك الله له واضحة)
(كلهم أروغ من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحة)
ــ
نعم ما ذكر على التجوز، ومثله لا يعد غلطاً بل عدولٌ عن المختار وفي قوله الاختيار ما ينبه عليه.
قلت: روينا في "صحيح البخاري" عن "أبي هريرة"- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه فيصبح يكشف ستر الله عنه".
وفي "صحيح مسلم" في الرؤيا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح قال: هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا إلى آخره" وقال في شرح الصحيحين: إن ما ذكر يدل على صحة ما أنكره المصنف وفصاحته. [فقول المصنف وقد جاء في الآثار والأخبار] مخالفٌ للمزوي