للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[١٧٤]- قولهم: قتله شر قتله بفتح القاف]

ويقولون: قتله شر قتلة بفتح القاف، والصواب كسرها؛ لأن المراد به الإخبار عن هيئة القتلة التي صيغ مثالها على فعلة بكسر الفاء كقولك: ركب ركبة أنيقة وقعد قعده ركينة، ومنه المثل المضروب في الحاذق: "إن العوان لا تعلم الخمرة" من الاختمار، ومن شواهد حكمة العرب في تصريف كلامها أنها جعلت فعلة بفتح الفاء كناية عن المرة الواحدة، وبكسرها كناية عن الهيئة وبضمها كناية عن القدر؛ لتدل كل صيغة على معنى يختص به ويمتنع من المشاركة فيه وقرى {إلا من اغترف غرفة بيده} [البقرة: ٢٤٩] بفتح الغين وضمها، فمن قرأها بالفتح أراد بها المرة الواحدة، فيكون قد حذف المفعول به الذي تقديره إلا من اغترف ماء مرة واحدة، ومن قرأها بالضم أراد بها مقدار ملء الراحة من الماء.

ــ

(إن العوان لا تعلم الخمرة) بكسر الخاء المعجمة، تغطية الرأس من الخمار، وهو مثل يضرب للعارف بأمره.

(ومن شواهد حكمة العرب في تصريف كلامها أنها جعلت فعلة بفتح الفاء كناية عن المرة الواحدة وبكسرها كناية عن الهيئة وبضمها كناية عن القدر).

فإن قلت: كون فعلة بالفتح للمرة وفعلة بالكسر للهيئة معروف في العربية بخلاف فعله المضمومة للقدر، قلت: قد ذكر ما قاله المصنف غيره، ففي "أسرار العربية" فعيل للمشاركة كجليس ورضيع، وفعيلة لما يتخذ من الأطعمة كعصيدة، وفعول بالفتح للأدوية كنخالة، وفعلة بالضم لقدر من جملة كلقمة.

فإن قلت: قد مر أن المصنف قال: إن الغسلة بكسر الغين الغسول بالفتح وهو ما يغسل به وهو مخالف لهذا. قلت: ما هنا هو القياس وما مر سماعي، كما صرحوا به في كتب اللغة فلا تنافي بين كلامية.

<<  <   >  >>