ويقولون لمن أخذ يمينا في سعيه: قد تيامن، ولمن أخذ شمالا: قد تشاءم، والصواب أن يقال فيهما: تيمن وتشأم، وأن يقال للمسترشد: يا من يا هذا وتشأم، أي أخذ يمينا وشمالا، فأما معنى تيامن وتشاءم فأن يأخذ نحو اليمين والشأم، وإذا أتاهما قيل: أيمن وأشأم، كما يقال: أنجد وأتهم إذا أتى نجدا وتهامة، وقد يقال في معنى آخر: تيمن الرجل إذا توسد يمينه، ويكنى به أيضا عمن مات لأنه إذا مات أضجع على يمينه، ومنه ما أنشده "ثعلب" في معانيه:
(إذا المرء علبي ثم أصبح جلده ... كرخص فالتيمن أروح)
ــ
(ويقولون لمن أخذ يمينا في سعيه: قد تيامن، ولمن أخذ شمالا: قد تشاءم، والصواب أن يقال فيهما: يا من وشاءم).
قال "ابن بري" لا ينكر أن يقال: تيامن إذا أخذ من ناحية اليمن أو اليمين لأن الأصل فيهما واحد، وقال ابن الكلبي": وإنما سميت اليمين بهذا الاسم لتيامنهم إليها، وقال "ابن عباس": لما انتشرت الناس تيامنت العرب إلى اليمين فسميت بذلك، وفي الحديث "أمرهم أن يتيامنوا عن الغميم" أي يأخذوا يمينا، كذا فسره في غريب الحديث، ولهذا السبب جاز أن يقال: أيمن الرجل وتيمن ويمن إذا أخذ في جهة اليمين