للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[٧٣]- قولهم للاثنين: ازددا]

ومن أوهامهم في هذا الفن قولهم للاثنين: ارددا. وهو من مفاحش اللحن. ووجه الكلام أن يقال لهما: ردا كما يقال للجمع: ردوا، والعلة فيه أن الألف التي هي ضمير المثنى والواو التي هي ضمير الجمع تقتضيان لسكونهما تحريك آخر ما قبلهما، ومتى تحرك آخر الفعل حركة صحيحة وجب الإدغام، وهذه العلة مرتفعة في قولك للواحد: اردد، فلهذا امتنع القياس عليه.

ــ

(ومن أوهامهم في هذا الفن قولهم للاثنين: أرددا، وهو من مفاحش اللحن. ووجه الكلام أن يقال لهما: ردًا).

ومثله قوله في البردة:

(ما لعينيك إن قلت اكففا همتا ... وما لقلبك إن قلت استفق يهم)

والضرورة تهله، ويحسنه عندي أنه لو قال: كفا، لتوهم أنه من كف البصر وهو العمى، وتفصيله أن هذا الحكم مطرد في كل ما جاء من الأفعال المضاعفة ووزن فعل وأفعل وفاعل وافتعل وتفاعل واستفعل. نحو مد الحبل وأمده وماده وامتد واستمد، إلا أن يتصل به ضمير مرفوع، أو يؤمر به جماعة مؤنثة كرددت وارددن، ويجوز الإدغام والإظهار في أمر الواحد نحو: رد، واردد، وما عداه يقع شذوذًا أو مزورة، [وأنشد "لقعنب بن أم صاحب" في أناس ناصبوه من قومه:

(مهلا "أعاذل" قد جربت من خلقي ... في أجود لأقوام وإن ضننوا)

(ولن يراجع قلبي ودهم أبدا ... وكنت منهم على مثل الذي ركنوا)

(كل يداجي على البغضاء صاحبه ... ولن أعالنهم إلا كما علنوا)

(صم إذا سمعوا خيرًا ذكرت به ... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا)

<<  <   >  >>