ويقولون: هم عشرون نفرا وثلاثون نفرا فيوهمون فيه؛ لأن النفر إنما يقع على الثلاثة من الرجال إلى العشرة، فيقال: هم ثلاثة نفر وهؤلاء عشرة نفر، ولم يسمع عن العرب استعمال النفر فيما جاوز العشرة بحال، ومن كلامهم في الدعاء الذي لا يراد وقوعه بمن قصد به: لا عد من نفره.
كما قال "امرؤ القيس":
(فهو لا تنمي دميته ... ماله لا عد من نفره)
ــ
(ويقولون: هم عشرون نفرا وثلاثون نفرا فيوهمون فيه؛ لأن النفر إنما يقع على الثلاثة من الرجال إلى العشرة).
ما ذكره وإن كان مشهورا ففي كلام البلغاء وأهل اللغة ما يخالفه، ولهذا قال بعضهم: النفر يطلق على ما فوق الثلاثة، كما في "القاموس" وغيره. وفي كلام "الشعبي": حدثني بضعة عشر نفرا. ولا يختص بالرجال بل ولا بالإنسان لقوله تعالى:{قل أوحى إلي أنه استمع نفر من الجن}[الجن: ١].
وفي "المجمل": النفر والرهط يستعمل إلى الأربعين، والفرق بينهما أن الرهط يرجعون إلى أب واحد بخلاف النفر. وبيت "امرئ القيس" المذكور شاهد على غير ما قاله المصنف لا له، فهو كما قيل في المثل "كالحافر على حتفه بظلفه" لأنه فسر النفر فيه