ويقولون: رجل متعوس. ووجه الكلام أن يقال: تاعس، وقد تعس كما يقال: عاثر وقد عثر، والتعس الدعاء على العاثر بأن لا ينتعش من صرعته، وعليه فسر قوله تعالى: » فتعسًا لهم «، والعرب تقول في الدعاء على العاثر:[تعسًا له]، وفي الدعاء له: لعًا. كما قال "الأغشى":
(بذات لوث عفرناة إذا عثرت ... فالتعس أدنى لها من أن أقول لعا)
يعنى أنها تستحق أن يدعى عليها لا لها. واختار "الفراء" أن يقال للغائب:
تعس بكسر العين وللمخاطب تعست بفتح العين، فأما في التعدية فيقال: أتعسه الله وعليه قول مجمع بن هلال:
(تقول وقد أفردتها عن خليلها ... تعست كما أتعستني يا مجمع)
من نوادر الأعراب
وعلى ذكر التعس فإني رويت في أخبار "أبي أحمد العسكري" عن "أبي علي
ــ
(ويقولون: رجل متعوس، ووجه الكلام أن يقال: تاعس وقد تعس، كما يقال: عاثر وقد عثر).
هذا مبني على غير أساس، فإنه إنما يمتنع إذا كان تعس لازمًا لم يتعد، فلم يبن منه اسم المفعول، وقد قال "الأزهري": في "تهذيبه" عن "أبي عبيدة": تعسه الله وأتعسه، من باب فعلت وأفعلت بمعنى واحد. وقال "شمر" - فيما أخبرني عنه "أبو بكر الإيادي"-: لا أعرف تعسه الله ولكن يقال: تعس نفسه وأتعسه الله، وقال "الفراء":