الأعرابي" قال حدثني بعض الأدباء قال: وقف علينا أعرابي في طريق الحج، وقد عن لنا سرب ظباء، فقال بكم تشترون واحدة منهن؟ فقلنا بأربعة دراهم، قال فتركنا وسعى نحوهن فما كذب أن جاء وعلى عاتقه ظبية وهو يقول:
[وهي على البعد تلوي خدها]
(تعيش شدي وأقيس شذها ... كيف ترى عدو غلام ردها)
فقلت:
(أراه قد أتعبها وكدها ... وأتعس الله لديه جدها)
فأنت أشد الناس عدوًا بعدها
قال: فتركها وانصرف، فقلت له: خذ حقك. فقال: سبحان الله أتمدحني وآخذ منك؟
ــ
يقال: تعست إذا خاطبت الرجل فإذا صرت إلى أن تقول: فعل، قلت: تعس بكسر العين. قال "شمر": هكذا سمعته، والتعس: الهلاك، وقال "الزجاج": التعس في اللغة الانحطاط والعثور.
إذا أصخت لما ذكرناه علمت أن ما قاله المصنف ناشيء عن قلة الاطلاع وقصور الباع.
(والعرب تقول في الدعاء على العاثر: تعسًا له، وفي الدعاء له: لعًا).
قد عرفت معنى تعسًا وهو ظاهر في الدعاء عليه، وأما لعًا فقال "ابن سيده": لعًا كلمة يدعى بها للعاثر معناها الارتفاع، وهي اسم فعل [مبني] وتنوينه للتنكير كصه، فيقال للذي عثر ووقع: لعًا، بمعنى رفعك الله وجبرك، وقال "أبو عثمان القزاز": يقال: لعًا لك أي نعشك الله ورفعك، فهي اسم فعل لنعش كهيهات لبعد، ولا لعًا نفي للدعاء فيكون دعاء عليه، ويكتب بالألف لأن لامه منقلبة عن واو كما قاله "الخليل"، وفي أمثال "أبي عبيد" من دعائهم: لا لعًا لفلان، أي لا أقامه الله فجعلها اسمًا لأقامه الله