ويقولون: جبة خلقة، فيوهمون فيه، لأن العرب ساوت فيه بين نعت المذكر والمؤنث فقالت: ملحفة خلق كما قالت: ثوب خلق، وبين بعضهم العلة فيه فقال: كان أصل الكلام أعطني خلق جبتك، فلما أفرد من الإضافة بقي على ما كان عليه، وكذلك يقال: جبتان خلقان ولا يقال: خلقتان، وأنشد "ثعلب" شاهداً عليه "لأبي العالية":
(كفى حزناً أني تطاللت كي أرى ... ذرى قلتي "دمخ" فما يريان)
يقال: تطاول إذا مد قامته، وتطالل إذا مد عنقه، مأخوذ من الطلل وهو الشخص.
(كأنهما والآل يجري عليهما ... من البعد عينا برقع خلقان)
ــ
(ويقولون: جبة خلقة فيوهمون فيه لأن العرب ساوت فيه بين نعت المذكر والمؤنث، فقالت: ملحفة خلق كما قالت: ثوب خلق) بفتح الخاء واللام قال في "المصباح": خلق الثوب بالضم إذا بلي فهو خلق بفتحتين وجمعه خلقان. اهـ.
وهذا هو الذي ذكره المصنف، وأما خلق كحذر بكسر اللام فصفة وقعت كثيراً صفة للمنازل والأطلال، وإنما لم يؤنث لأنه في الأصل مصدر يلزم حالة واحدة، وفي شرح "أدب الكاتب": الخلق المبتذل يقع للواحد وللاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد؛ لأنه يجري مجرى المصادر، وقد يثنى وقد يجمع، فيقال: ثياب أخلاق وقالوا: ثوب أخلاق فوصفوا به الواحد كبرمة أعشار، وقال "الكسائي": أرادوا نواحيه أخلاق.
(وبين بعضهم العلة فيه- أي في عدم تأنيثه- فقال: كان أصل الكلام أعطنى خلق جبتك، فلما أفرد عن الإضافة بقى مع ما كان عليه) وقائل هذا هو "الفراء" والعلة