ويقولون لفم المزادة: عزلة، وهي في كلام العرب عزلاء وجمعها عزالى، ومنه قوله الشاعر:
(سقاها من الوسمي كل مجلجلٍ ... سكوب العزالي صادق البرق والرعد)
فأما قول "ابن الأعرابي" في خبر الاستسقاء:
(دقاق العزائل جم البعـ ... ـاق أغاث به الله عليا مضر)
فإنه جاء على القلب كما جاء في التنزيل:{على شفا جرف هار}[التوبة: ١٠٩] أي هائر، فأخر القلب.
ــ
(ويقولون لفم المزادة: عزلة وهي في كلام العرب عزلاء وجمعها عزالى).
هذا مما لا شبهة فيه، إلا أن أحداً لم يقله سواه، فلذا قصد إظهار سعة عمله. قال العلامة "الزخشري": كأنها في الأصل صفة وهي تأنيث الأعزل، شبهت بالذنب الأعزل وهو المائل في شق كما قال "امرؤ القيس":
بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
والجمع عزالى بكسر اللام وفتحها، وبه تشبه مخارج الودق من السحاب فيستعار لها كما في قول بعض الأعراب:
(فأسقاها فرواها بودق ... مخارجه كأفواه المزاد)
فجاء هذا بتفسير العزالى، ومنه علم معنى الشعر الذي أنشده المصنف. وأشار إليه