للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[١٧١]- قولهم: الأسود والأبيض في الكناية عن العربي والعجمي]

ويقولون في الكتابة عن العربي والعجمي: الأسود والأبيض، والعرب تقول فيهما: الأسود والأحمر تعني العرب والعجم، لأن الغالب على ألوان العرب الأدمة والسمرة، والغالب على ألوان العجم البياض والحمرة، والعرب تسمي البيضاء حمراء، كما تسمي السوداء خضراء. وفي الأخبار المأثورة أنه صلى الله عليه وسلم كان يسمي "عائشة". رضي الله عنها. حميراء. وأما قولهم: الحسن أحمر، فمعناه أنه لا يكتسب ما فيه الجمال إلا بتحمل مشقة يحمار منها الوجه، كما قالوا للسنة المجدبة: حمراء، وكنوا عن الأمر المستصعب بالموت الأحمر، وأما قول الشاعر:

(هجان عليها حمرة في بياضها ... تروق به العينين والحسن أحمر)

فإنه عنى به أن الحسن في حمرة اللون مع البياض دون غيره من الألوان.

ــ

(ويقولون في الكناية عن العربي والعجمي: الأسود والأبيض، والعرب تقول فيهما: الأسود والأحمر يعني العرب والعجم) لغلبة ذلك اللون فيهما، وقال "ابن بري": ذكر "الهروي" أن بعض الناس روى الحديث بلفظ بعثت إلى الأسود والأبيض، وحينئذ فلا خطأ فيما اشتهر على الألسنة بعد وروده في كلام أفصح الناس، خصوصا والمراد بالأحمر الأبيض كما صرح به هو، على أنه لو قيل على هذا إنه كناية عن جميع الناس كالعرب والعجم لكان أحسن وأكمل.

(وأما قولهم: الحسن أحمر فمعناه أنه لا يكتسب ما فيه الجمال إلا بمشقة يحمار منها الوجه، كما قالوا للسنة المجدية: السنة الحمراء، وكنوا عن الأمر المستصعب بالموت الأحمر).

قيل: المراد بقولهم الحسن أحمر أن المرأة إذا تقنعت أو لبست أحمر زاد حسنها كما

<<  <   >  >>