ويقولون للعليل: هو معلول، فيخطئون فيه لأن المعلول هو الذي سقى العلل، وهو الشرب الثاني، والفعل منه عللته، فأما المفعول من العلة فهو معل، وقد أعله الله تعالى، ونظيره قولهم: أعطني على المقلول كذا وكذا، يعنون بالمقلول القل أو القلة، ولا وجه لهذا الكلام البتة، لأن المقلول في اللغة هو الذي ضربت قلته وهي أعلاه، كما يكني في المعاريض عمن ضربت ركبته بالمركوب، وعمن قطع سرره بالمسرور، وعمن قطع ذكره بالمذكور.
ــ
(ويقولون للعليل: معلول، فيخطئون فيه لأن المعلول هو الذي يسقي العلل وهو الشرب الثاني والفعل منه عللته، فأما المعلول من العلة فهو معل وقد أعله الله).
هذا هو المعروف في اللغة، لكن ما أنكره وقع في كلام كثير ممن يوثق به من العلماء كالمحدثين والعروضيين والأصوليين، وقال في "المحكم": استعمل "أبو إسحاق" لفظ المعلول في المتقارب من بحور العروض [واستعمله] المتكلمون. اهـ.
ولست منه على ثقة وثلج صدر، إنما هو أعله الله فهو معل، اللهم إلا أن يكون هذا على مذهب "سيبويه" في قولهم: مجنون ومسلول من أنهما جاءا على جننته وسللته، ولم يستعملا في الكلام لأنهم استغنوا عنهما بأفعلت. أهـ.
ووقع في كلام المحدثين أيضاً فقال "ابن الصلاح": إن ذلك منهم ومن الفقهاء في قولهم- في باب القياس-: العلة والمعلول مرذول عند أهل العربية واللغة، وقال "النووي": إنه لحن، وقال "ابن سيد الناس" في سيرته: إنه يستعمل معلول من الإعلال أيضاً كما يقول "الخليل" في العروض، وقد حكاه "ابن القوطية" ولم يعرفه "ابن