للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[١٠٣]- وقولهم للأمر الغائب: يعتمد ذلك]

ويقولون في الأمر للغائب والتوقيع إليه: يعتمد ذلك، بحذف لام الأمر من الفعل والصواب إثباتها فيه وجزمه بها، لئلا تلتبس الكلمة بصيغة الخبر وتخرج عن حيز الأمر، وعلى ذلك جاءت الأوامر في القرآن وفصيح الكلام والأشعار. فأما قول الشاعر:

(محمد تفد نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من أمر تبالا)

فهو عند البصريين من ضرورت الشعر الملجئة إلي تصحيح النظم وإقامة الوزن، وأما قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة}، فإنما جزم يقيموا لوقوعه موقع جواب الأمر المحذوف الذي تقديره لو ظهر: قل لعبادي الذين آمنوا أقيموا الصلاة يقيموا. وجواب الأمر مجزوم لتلمح معنى الجزاء فيه، كما قال سبحانه: {فادع لنا ربك يخرج لنا}.

وأصل هذه اللام الكسرة كما كسرت لام الجر مع الظاهر، فإن دخلت عليها الواو أو الفاء أو ثم جاز كسرها على الأصل وإسكانها للتخفيف، إلا أن الاختيار أن تسكن مع الفاء والواو لكونهما على حرف واحد لا يمكن السكوت عليه، وأن تسكن مع الفاء والواو لكونهما على حرف واحد لا يمكن السكوت عليه، وأن تكسر مع «ثم» لأنها كلمة بذاتها، وبهذا أخذ «أبو عمرو بن العلاء» فقرأ {فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً} بإسكان اللام مع الفاء والواو. وقرأ {ثم ليقطع} بكسر اللام مع ثم.

ــ

[وما ذكره في لام الأمر من المسائل المشهورة في العربية فلا حاجة إلي تكثير السواد به].

<<  <   >  >>