وقيل: بل الإشارة في المثل إلي عطارة أغار عليها قوم، وأخذوا عطراً كان معها فأقبل قومها إليها، فمن شموا منه رائحة العطر قتلوه، ومن أوله على هذا قال: هو عطر من شم. فجعله مركبا من كلمتين.
وقيل: الكتابة فيه عن قرون السنبل الذي يقال: إنه سم ساعة.
وذكر «ابن الكلبي» أنها امرأة من «خزاعة» كانت تبيع العطر، فتطيب بعطرها قوم، وتحالفوا على الموت فتفانوا. وقال غيره: بل هي صاحبة «يسار الكواعب» وكان «يسار» هذا عبداً أسود يرعى الإبل إذا رأته النساء ضحكن منه فيتوهم أنهن يضحكن من حسنه، فقال يوماً لرفيق له: أنا «يسار الكواعب» ما رأتني حرة إلا عشقتني، فقال له رفيقة: يا «يسار) اشرب لبن العشار وكل لحم الحوار وإياك وبنات الأحرار، فأبى، ورواد مولاته عن نفسها، فقالت له: مكانك حتى آتيك بطيب أشمك إياه، فأتته بموسى، فلما أدنى أنفه إليها لتشمه الطيب جدعته.
وفي الشين من «منشم» روايتان: الكسر والفتح، وإن كان الكسر أكثر وأشهر.
ونظير وهمهم في هذه اللفظة قولهم: ما عتب أن فعل كذا، ووجه الكلام: ما عتم، أي أبطأ ومنه اشتقاق صلاة العتمة لتأخير الصلاة فيها، ومدح بعض الأعراب رجلا فقال:«والله ما ماء وجهك بقاتم ولا زادك بعاتم».
ــ
بمعنى نشم ثابت لغة واستعمالا فلا وجه لما ذكره المصنف.
(ونظير وهمهم في هذه اللفظة قولهم: ما عتب أن فعل كذا ووجه الكلام أن يقال: ما عتم).
أي ما أبطأ ولبث، ومنه (العيتوم) للجمل البطي، وهذا مما غفل عنه أو تغافل، ففي «تهذيب الأزهري» يقال: ضرب فلاناً فما عتم ولا عتب ولا كذب، أي لم يمكث ولم يتباطأ في ضربه إياه. اهـ ... والميم والباء يتعاقبان فتبدل إحداهما من الأخرى كثيراً، فيقولون: لازب ولازم، وعجب الذنب وعجم الذنب. وظاهر كلامهم أنه مقيس مطرد.