للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[[٧٩]- تعريف العدد]

ويقولون: ما فعلت الثلاثة الأثواب؟ فيعرفون الاسمين ويضيفون الأول منهما إلي الثاني، والاختيار أن يعرف الأخير من كل عدد مضاف. فيقال: ما فعلت ثلاثة الأثواب؟ وفيم انصرفت ثلاثمائة الدرهم؟ وعليه قول (ذي الرمة):

(وهل يرجع التسليم أو يكشف العنا ... ثلاث الأثافي والديار البلاقع)

قال الشيخ الإمام رحمه الله: وقد بين شيخنا (أبو القاسم) رحمه الله العلة في وجوب تعريف الثاني، فقال: لما لم يكن بد من دخول آله التعريف في هذا العدد رأوا أنهم لو عرفوهما جميعاً فقالوا: الثلاثة الأثواب لتعرف الاسم الأول بلام التعريف وبالإضافة الحقيقية، ولا يجوز أن يتعرف الاسم من وجهين، ولم أنهم عرفوا الاسم الأول وحده لتناقض الكلام، لأن إدخال الألف واللام على الاسم الأول يعرفه، وإضافته إلى النكرة تنكره، فلم يبق إلا أن يعرف الثاني ليتعرف هو بلام التعريف، ويتعرف الأول بإضافته إليه، فيحصل لكل منهما التعريف من طريق غير طريق صاحبه.

ــ

(ويقولون: ما فعلت الثلاثة الأثواب؟ فيعرفون الاسمين ويضيفون الأول منهما إلي الثاني، والاختيار أن يعرف الأخير من كل عدد مضاف)

هذا ليس بممنوع، يدل عليه قوله: والاختيار: قال في (التسهيل): إذا قصد تعريف العدد أدخل حرفه على الآخر إن كان مضافاً أو عليهما شذوذاً لا قياساً خلافاً للكوفيين. وهل يصح أن يقال: الألف درهم بتعريف المضاف فقط؟ حكى (ابن عصفور) جوازه، وهو قبيح لإضافة المعرفة فيه غلى النكرة، ومن ثم امتنع (الحسن وجه) ولكن ورد الخمسة أثواب. ووقع في (صحيح البخاري) وأتي بالألف دينار. والمانع لما ذكره المصنف قياسه على (الحسن وجه) والفرق واضح.

<<  <   >  >>