ويقولون: قاما الرجلان وقاموا الرجال. فيلحقون الفعل علامة التثنية والجمع وما سمع ذلك إلا في لغة ضعيفة ولم ينطق بها القرآن ولا أخبار الرسول عليه السلام ولا نقل أيضاً عن الفصحاء، ووجه الكلام توحيد الفعل كما قال سبحانه في المنى {قال رجلان} وفي الجمع: {إذا جاءك المنافقون} فأما قوله تعالى {وأسروا النجوى الذي ظلموا} فالذين بدل من الضمير الذي في لفظة أسروا، وقيل: بل موضعه نصب على الذم أي أعني الذين كفروا وكذلك قوله تعالى: {م عموا وصموا كثير منهم} فكثير بدل من الضمير الذي في لفظة عموا وصموا، فغن تأخر الفعل ألحق علامة التثنية والجمع فقيل: الرجلان قاما
ــ
(ويقولون: قاما الرجلان وقاموا الرجال، فيلحقون الفعل علامة التثنية والجمع، وما سمع ذلك إلا في لغة ضعيفة لم ينطق بها القرآن ولا أخبار الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا نقل أيضاً عن الفصحاء، ووجه الكلام توحيد الفعل).
ليس الأمر كما ذكره، فإن هذه لغة قوم من العرب يجعلون الألف والواو حرفي علامة للتثنية والجمع، والاسم الظاهر فاعلاً، وتعرف بين النحاة بلغة أكلوني البراغيث لأنه مثالها الذي اشتهرت به، وهي لغة (طي) كما قاله «الزمخشري»، وقد وقع منها في الآيات والأحاديث وكلام الفصحاء ما لا يحصى، كقوله تعالى:{وأسروا النجوى الذين ظلموا} وقوله تعالى: {ثم عموا وصموا كثير منهم} وكقوله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار» كما في «البخاري». وخرجه «ابن مالك» على هذه اللغة وإن نوزع فيه، فيقال في مله: إنه وارد على هذه اللغة، أو مبتدأ والجملة قبله خبره، أو بدل من الضمير، أو خبر مبتدأ محذوف، أو غير ذلك.