ويقولون: دخلت الشام، وهو غلط قبيح وخطأ صريح، لأن اسم البلد الشام ولفظه مذكر، والدليل على هذين الأمرين قول الشاعر:
(يقولون: إن الشام يقتل أهله ... فمن لي إن لم آته بخلود)
ويجوز في المنسوب إليه ثلاثة أوجه: شامي وهو القياس [وشأامي] بياء مخففة مثل ياء المنقوص، وشأآمي وهو شاذ، لأنه يصير بمنزلة المنسوب إلى المنسوب.
وكذلك جوز في المنسوب إلى اليمن هذه الأوجه الثلاثة. وعلى الشاذ منها قول "عمر بن أبي ربيعة"[المخزومي]:
(إني أتيحت لي يمانية ... إحدى بني الحارث من ومذحج)
ــ
(ويقولون: دخلت الشآم بالمد على وزن فعال وهو غلط قبيح).
قال "ابن بري": قد جاء الشآم بالمدلغة في الشام قال "مجنون بني عامر":
(شفى الله مرضى بالشآم فإنني ... على كل شاك بالشآم شفيق)
ثم أنشد أبياتًا أخر مشهورة، وفيه ثلاث لغات فسحاهن الشأم بالهمزة السكانة، ثم الشام بإبدالها ألفا، ثم الشآم بالمد وكلها مسموعة، ويجوز تأنيثه وتذكيره باعتبار البلدة والمكان كما في سائر البقاع والبلدان [والألف واللام في النسبة عوض من إحدى ياءيه فلهذا يخفف. والتشديد فيه شاد كما في البيت الذي أنشده].