ويقولون: ابنت بكسر الباء مع همزة الوصل، وهو من أقبح أوهامهم وأفحشن لحن في كلامهم، لأن همزة الوصل لا تدخل على متحرك، وإنما اجتلبت للساكن ليتوصل بإدخالها عليه إلي افتتاح النطق به، والصواب أن يقال فيها: ابنة أو بنت، لأن العرب نطقت فيها بهاتين الصيغتين فمن قال ابنة صاغها على لفظة ابن، ثم ألحق بها هاء التأنيث التي تسمى الهاء الفارقة، وتصير في الوصل تاء، ومن قال فيها بنت أنشأها نشأة مؤتنقة، وصاغها صيغة مفردة وبناها على وزن جذع المتحرك أوله، فاستغنى بحركة بائها عن اجتلاب الهمزة لها وإدخالها عليها، وهذه التاء المتطرفة في بنت وفي أخت أيضاً هي تاء أصلية، تثبت في الوصل والوقف التاء المتطرفة في بنت وفي أخت أيضاً هي تاء أصلية، تثبت في الوصل والوقف وليست للتأنيث على الحقيقة؛ لأن تاء التأنيث يكون ما قبلها مفتوحاً كالميم في فاطمة والراء في شجرة، إلا أ، تكون ألفاً كالألف في قطاة وقناة.
ولما كان ما قبل التاء في بنت وأخت ساكناً وليس بألف دل على أن التاء فيهما أصلية، وأكثر اللغتين فيهما استعمالا ابنة، وبه نطق القرآن الكريم في قوله تعالى:{ومريم ابنة عمران} وفي قوله سبحانه إخباراً عن خطاب «شعيب»«لموسى» عليهما السلام: {إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين} وعليه قول «أبي العميثل»:
(لقيت ابنة السهمي زينب عن عفر ... ونحن حرام مسي عاشرة العشر)
ــ
(ويقولون: ابنة بكسر الباء مع همزة الوصل، وهو من أقبح أوهامهم).
الأولى ترك مثل هذا فإنه لا يصدر عن عاقل، وقوله:(هي تاء أصلية) اعترض