ومن ذلك أنهم يكتبون «كل ما» موصولة في كل موطن، والصواب أن تكتب موصولة إذا كانت بمعنى كل وقت كقوله تعالى:{كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله} وإن وقعت ما المقترنة بها موقع الذي كتبت مفصولة، نحو: كل ما عندك حسن [؛ لأن تقديره: كل الذي عندك حسن].
وكذلك حكم إن وأين وأي، إذا اتصلت بهن ما، التي [هي] بمعنى الذي كتبت مفصولة كقولك: إن ما عندك حسن، وأين ما كنت تعدني؟ وأي ما عندك أفضل؟ لأن تقدير الكلام: إن الذي عندك حسن، وأين الذي كنت تعدني؟ وأي الذي عندك أفضل؟ .
وإن وقعت ما موقع الصلة أو كانت كافة لإن عن العمل كتبت موصولة، كما كتبت في قوله تعالى:{أيما الأجلين قضيت} و {إنما الله إله واحد} و {أينما تكونوا يدرككم الموت} لأن تقدير الكلام أن الله إله واحد، وأي الأجلين قضيت، وأين تكونوا.
وأما حيثما فالاختبار أ، تكتب موصولة؛ لأن «ما» لا تقع بعدها موقع الاسم، وكذلك طالما وقلما؛ لأن ما فيهما صلة بدليل شبههما بربما في أن الفعل لم يكن إحداهما إلا بعد اتصالهما بما، وقد جوز في نعما وبئسما أن تكتبا مفصولتين وموصولتين، إلا أن الاختبار في نعما الوصل لالتقاء الحرفين المتماثلين فيها بخلاف بئس ما.
وأما إذا التحقت ما بلفظة في فإن كانت للاستفهام حذفت ألفها وكتبت: فيم رغبت؟ وفيم جئت؟ وإن كانت بمعنى الذي وصلت وأثبتت ألفها فتكتب: رغبت فيما رغبت.