ويقولون: فلانٌ يستأهل الإكرام وهو مستأهل للإنعام، ولم تسمع هاتان اللفظتان في كلام العرب ولا صوبهما أحدٌ من أعلام الأدب، ووجه الكلام أن يقال: فلان يستحق المكرمة وهو أهلٌ لإسداء المكرمة. فأما قول الشاعر:
ــ
(ويقولون: فلان يستأهل الإكرام وهو مستأهل للإنعام، ولم تسمع هاتان اللفظتان في كلام العرب ولا صوبهما أحدٌ من أعلام الأدب)
في لسان العرب قال "الأزهري" خطأ بعضهم من قال يستأهل بمعنى يستحق، وإنما هو استفعال من الإهالة وهم الشحم المذاب. وأما أنا فلا أنكره ولا أخطى من قاله لأني سمعت أعرابيأً فصيحاً من "بني أسدة يقول لرجل شكر عنده يداً أولاها: تستأهل يا "أبا حازم" ما أوليت. بمحضر جماعة من الأعراب، وما أنكروا قوله. وأنكره "المازني" وقال: استأهل لا يدل على معنى استوجب، إنما معناه أن يطلب أن يكون من أهل كذا وليس هذا مراداً. اهـ.
وهكذا قال "الزمخشري" أيضاً، ما ذكره "المازني" غير وارد لأن استفعل لا يلزمه الطلب كما في كتب الصرف، أو يقال هو طلب تقديري كاستخرجت الويد. كأن فعله الذي أوجب له ذلك طلب الإكرام وأن يكون أهلاً له كما جعل التحيل في الإخراج بمنزلة الطلب، وفي "الحواشي" ما ذكره المصنف تبع فيه "أدب الكاتب"، وهكذا أكثر ما في كتابه هذا، وقال "أبو محمد": إنهم قالوا: هو أهل لكذا وقد تأهل له فاستأهل