ويقولون أيضاً: حكني جسدي، فيجعلون الجسد هو الحاك، وعلى التحقيق هو المحكوك، والصحيح أن يقال: أحكني جسدي، أي ألجأني إلى الحك.
وكذلك يقولون: اشتكت عين فلان، والصواب أن يقال: اشتكى فلان عينه لأنه هو المشتكي لا هي.
ــ
(ويقولون: حكني جسدي فيجعلون الجسد هو الحاك، وعلى التحقيق هو المحوك، والصواب أن يقال: أحكني جسدي، أي ألجأني إلى الحك، وكذلك يقولون: اشتكت عين فلان، والصواب أن يقال: اشتكى فلان عينه لأنه هو المشتكي لا هي).
في «القاموس» الحك إمرار جرم على جرم واحتك رأسي وحكني وأحكني واستحكني دعاني إلى حكه، فعلم أن ما قاله المصنف لا وجه له، ولو سلم فلا يحكم في الحجر في المجاز إلا بالسفه، ومثل هذا حلبت ناقته رسلا، ووقع في الحديث:«أن ابنتي توفي عنها زوجها وقد اشتكت عينها أفأكحلها؟ » روي بنصب عينها ورفعها، وقد سموا المرض شكاة توسعاً فقالوا: كيف فلان في شكاته أي مرضه، فعليه يجوز أن يقال: اشتكت بمعنى مرضت، ويجعل الفعل للعين، ومثل هذه التوسعات كثير في كلام العرب، فلا وجه لعده من الأوهام.