للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[١٤٩]- قولهم: غسلة بفتح الغين]

ويقولون لما يغسل به الرأس: غسلة بفتح الغين، فيخطئون؛ لأن الغسلة بالفتح كناية عن المرة الواحدة من الغسل، فأما الغسول فهو الغسلة بكسر الغين، وعليه قول "علقمة بن عبيدة":

(كأن غسله خطمي بمشفرها ... في الخد منها وفي اللخيين تلغيم)

وأما الغسل فمصدر غسلت، والاسم منه الغسل بضم الغين، وأما الغسلين، فهو ما يسيل من صديد أهل النار.

وذكر "ابن عباس" رضي الله عنهما أنه قال: "كل ما كان في القرآن قد علمته إلا أربعة أحرف: لا أدري ما الأواه والحنان مخففة والغسلين والرقيم".

وقد فسرها غير فقال: الحنان [الكثير] الرحمة، ومنه قولهم: حنانيك، أي رحمة منك بعد رحمة، وقالوا الأواه الكثير التأوه من الذنوب، وقيل: أنه المتضرع في الدعاء، وقيل فيه: إنه المؤمن الموقن، وفسر الغسلين على ما بيناه، وقيل في الرقيم: إنه القرية التي خرج منها أهل الكهف وقيل: بل هو الوادي الذي فيه الكهف وقيل بل هو اسم الكلب. وذكر "الفراء" أنه لوح من رصاص كتب فيه أسماؤهم وأنسابهم.

ــ

(ويقولون لما يغسل به الرأس: غسله بفتح الغين، فيخطئون فيه).

المذكور في كتب العربية أن كل ما يفعل به الشيء فاسمه فعول بفتح الفاء، وأن فعلة بالكسر كجلسة للهيئة، وهذا مما اتفقوا عليه، فإن ثبت ما قاله المصنف فهو مجاز أو على خلاف القياس.

وأما الغسلة بالفتح فللمرة، وإطلاقها على ما يغسل به أيضاً بنوع من التجوز غير بعيد.

وبالجملة فما ذكره المصنف غير خالٍ من الخلل.

<<  <   >  >>