والمصنف كما في مسائل "ابن بري" تبع فينا ذكره "الأصمعي" وهو مما عد من سقطاته وغلطاته، وحكى عنه "الرقاشي" و"السجستاني" أنه رجع عن هذا القول، ولو أن "الحريري" سلك مسالك النظر السديد، وحاد عن مذهب التسليم والتقليد، كان الحق إليه أقرب من حبل الوريد.
والشعر الذي أورده نسب "لابن عنين" ووقع في بعض نسخ ديوانه، وهو من الهفوات وأوهام الرواة "وما آفة الأخبار إلا رواتها".
وهو "لأبي سعد بن هبة الله بن الوزير المطلب" وهو كما قال "العماد" في "الجريدة" من بيت السؤود والفضل وله خط رائق وأدب فائقـ وكان يلقب بالجرذ، وإلى ذلك يشير بقوله:
(فديت من في وجهها سنة ... أشهى إلى قلبي من الفرض)
(تنسى عهودا سلفت بيننا ... كأنها قد أكلت قرضي)
وأنشد قوله:
(تنانيركم للنمل فيها مدارج ... وفي قدركم للعنكبوت مناسج)
(وعندكم للضيف يوم يزوركم ... حوالات سوء كلها وسفاتج)
(إذا سهل الإذن العسير ورفعت ... ستورك فانظر لي بما أنا خارج)
(فسيان بيت العنكبوت وجوسق ... رفيع إذا لم تقض فيه الحوائج)
وقضاء الحاجة غني عن البيان، إلا إذا كني به في العرف عن دخول بيت الخلاء