وهي تبتعد منه وتروغ عنه وهو لا يزال يكرر عليها ويؤنسها به إلى أن تبرز إليه وتسلم نفسها له ولأجل انخداعها بهذا القول نسبت إلى الحمق وضرب بها المثل فيه, وأما قوله: وفي الرأس أكثري فإنه عنى به أن فيه أربعاً من الحواس الخمس التي بها كملت فضيلة الإنسان وامتاز عن سائر الحيوان, وإنما اختار هذا الشاعر تسليط
ــ
وقال "الزمخشري" في شرح "مقاماته": ناء به أماله, ومنه لتنوء بالعصبة أي تميلهم لثقلها فلا يقدرون على النهوض بها, ومنه قولهم: فعله على ما ينوؤه للازدواج, ويجوز أن يكون إتباعاً للتوكيد لا غير اهـ. ولا يرد عليه اعتراض مما قيل إن الإتباع لا يعطف كغيره من أنواع التوكيد لأنه وإن اشتهر لا أصل له, فقد ذكر في كتاب الإتباع أن الأكثر فيه عدم العطف وقد يعطف, ومثله لا يقرع له العصا. وأما قول الشنفري, ولكن أبشري أم عامر فقد اختلف فيه, فقيل: إنه إن التفت عن خطاب قومه إلى خطاب الضبع فبشرها بالتحكم فيه إذا قتل ولم يقبر, و"أم عامر" كنية الضبع على عادة العرب في وضع الكنى لما لا يعقل, "كأم ملدم" للحمى, و"أبو يحيى" للموت, وفي كتاب الذيل والصلة: