للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جنس الفتحة التي في لفظ بين عند الإضافة؛ لأن هذه فتحة إعراب، بدلالة اعتقاب الجر عليها في مثل قوله تعالى: {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ}. ومن خصائص بين الظرفية أن الضم لا يدخل عليها بحال. فأما من قرأ {لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} بالرفع، فإنه عنى بالبين الوصل، كما عنى الشاعر به البعد في قوله:

(لقد فرق الواشون بيني وبينها ... فقرت بذاك الوصل عيني وعينها)

والثقاف بالمثلثة تقويم الرماح، وهو تمثيل، يريد: إذا خاف غيرنا خوفاً برتدع به عن جهله فإنا نزيد قوة بحيث نتعاصى عن ذلك. وفي شرح «الحماسة» «للمرزوقي»: العرب تذكر القناة وصلابتها واعوجاجها وأنها لا تلين ولا تقبل التثقيف ضاربة بها المثل في الخلاف والإباء والامتناع والتعسر على من يريد إكراههم والتعصب على بغض منهم، والمعنى قناتنا لا تستقيم لمقوم وحاملها لا ينقاد لمجتذب كما قال:

(كانت قناتي لا تلين لغامز ... ألانها الإصباح والإمساء)

(من خصائص بين الظرفية أن الضم لا يدخلها بحال، فأما قراءة من قرأ: «لقد تقطع بينكم» بالرفع فإنه عنى بالبين الوصل.)]. هذا مما خالف فيه المحققين من أهل العربية، فقد قال «ابن مالك» وغيره: إن بين من الظروف المتصرفة فيصح رفعها على كل حال. وقال «ابن بري»: الرفع في بين جائز على أي معنى أردت، قال:

<<  <   >  >>