فقيل: إنه أراد وفاها، فحذف المضاف إليه، وقيل عنى وفما] وقولهم في تصغيره: فويه لأن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها كما يقال في تصغير حر: حريح لأن أصله حرح، ويقال في تصغير الست من العدد: سديسة لأن أصلها سدس لاشتقاقها من التسديس كما أن اشتقاق خمسة من التخميس، وألحقت الهاء بها عند التصغير لأنها من المؤنث الثلاثي. ثم إن العرب قصرت استعمال فم عند إفراده واختارت رده إلى أصله عند إضافته. فقالوا عند الإضافة: نطق فوه وقبل فاه وأدخل إصبعه في فيه. كما قال علي كرم الله وجهه:
(هذا جناي وخياره فيه ... إذ كل جان يده إلى فيه)
إلا أنه قد سمع عنهم الإضافة إلى الميم كقول الراجز:
(يصبح عطشان وفي البحر فمه)
وأما قول الفرزدق:
(هما نفثا في في من فمويهما ... على النابح العاري أشد رجام)
فإنه جمع للضرورة بين العوض والمعوض كما فعل الراجز في قوله:
(إني إذا ما حدث ألما ... أقول يا اللهم يا اللهم)
ــ
عدي» ابن أخت «جذيمة الأبرش» الملك المشهور، وله حكاية مشهورة، وأصله أن «جذيمة» كان يحب الكمأة وكان يخرج إلى الصحراء ويضرب خيامه بها إذا خرجت. وكان «عمرو» صبياً، فكان يروح إلى المرجع مع غلمان «جذيمة» ليجتنوا له