يعني: إنك لو سألت شيئاً موجوداً بالبادية لأتيك به. ولكنك طلبت ما يعوز وجدانه فيها، والأمم من حروف الأضداد فيستعمل تارة بمعني عظيم، وأخري بمعني يسير [وبمعني القصد بين الحقير والعظيم، ومنه قول الشاعر:
(يا لهف نفسي على الشباب ولم ... أفقد به إذ فقدته أمما)
ــ
رواه الميداني:
(لو أنها تطلب شيئاً أمما ... تكلف البكري أو تجشماً)
والمصراع الأول مثل يضرب لمن يطلب شيئاً في غير محله، ورامة: هضبة أو جبل لبني دارم، أو موضع ثمة، وثني تغليباً على ما يجاوره، وليس فيه ينبت السلجم لأنه ينبت في بساتين البلدان، وكانت امرأة سألت زوجها بتلك البادية سلجماً تطعمه، فقال ذلك الشعر لها، يعني كيف يكون السلجم هنا؟ ثم صار مثلاً فيما ذكرناه.