ومذهب الكوفيين أنه يجوز تحريك الثانى لكونه حرفا حلقياً قياساً مطرداً كالبحر والبحر، وما أرى الحق إلا معهم، وكذا سمعته من عامه "عقيل"، وسمعت "الشجرى" يقول: هو محموم بفتح الحاء، وليس في الكلام مفعول بفتح الفاء، وقالوا: اللحم يريدون: اللحم، وقالوا: سار نحوه بفتح الحاء، ولو كانت الحركة أصلية ما صحت اللام أصلا. اهـ.
(وقال الشاعر) هو "زيد بن جنيا" يخاطب أخاه، وقبله:
(لحة الله أكيانا زنادا وشرنا ... وأيسرنا عن عرض والده ذبا)
(رأيتك لما نلت مالا وعضنا ... زمان ترى في حد أنيابه شغبا)
قد عرفت أن الفتح والسكون فيه مسموعان فصيحان، وأن ما ذكره المصنف - وإن تبع فيه "الجوهرى" - مردور وراية ودراية.
وعض الزمان بأنيابة تضييقه بنوائبه، ويقال: عض وعظ، بضاد وظاء مشالة، وفى معنى الشعر المذكور ما قلته:
(أراك ابتدعت الذنب للناس فاتحا ... بذلك باب الذنب من بعد قطله)
(ونظير هذا الوهم قولهم للداء المعترض في البطن: مغص، بفتح الغين فيغلطون فيه، لأنه المغص بفتح الغين هو خيار الإبل).
قال " ابن برى" إنكاره المغص بفتح الغين المعجمة في الداء المعترض في البطن والجوف هو قول "ابن السكيت" فإنه لا يرى فيه إسكان الغين، وغيره من أهل اللغة يخالفه فيه.
وقال "ابن القوطية" في "أفعاله": يقال ": مغص ومغس كعلم، بالصاد والسين