قال يا نضر إن أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسين ألف درهم فما السبب فيه؟ فأخبرته ولم أكذبه، فقال ألحنت أمير المؤمنين. فقلت كلا إنما لحن "هُشيم" وكان لحانة فتبع أمير المؤمنين لفظه وقد تتبع ألفاظ الفقهاء ورواة الآثار. ثم أمر لي "الفضل" من خاصته بثلاثين ألف درهم فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف استفيد مني.
(لي صديق عندي عوز ... من سداد لا سداد من عوز)
(وجهه يذكرني دار البلى ... كلما أقبل نحوي وضمز)
(وإذا جالسني جرعني ... غصص الموت بكرب وعلز)
(يصف الود إذا شاهدني ... فإذا غاب وشي بي وهمز)
(كحمار السوء يبدي مرحاً ... إذا سيق إلي الحمل غمز)
(ليتني أعطيت منه بدلا ... بنصيبي شر أولاد المعز)
(قد رضينا بيضة فاسدة ... عوضاً منه إذا البيع نجز)
ــ
(عسى الملك المجيب لمن دعاه ... سينجيني فيعلم كيف شكري)
(فأجزي بالكرامة أهل ودي ... وأجزي بالضغائن أهل وتري)
وسببه أنه كان يشبب «بجعداء» أو «محمد بن هشام» فضربه وحبسه حتى مات،