ولهذا البيت حكاية يحسن أن نعقب بروايتها، ويضوع نشره بنشر ملحتها، وهي ما رواه «أبو بكر محمد بن أبي القاسم الأنباري» عن أبيه، قال: حدثنا «الحسن بن عبد الرحمن الربعي» قال: حدثنا «أحمد بن عبد الملك بن أبي الشمال السعدي» قال: حدثنا «أبو ظبيان الحماني» قال: اجتمع قوم على شراب لهم فغناهم مغنيهم بشعر «حسان»:
(إن التي ناولتني فرددتها ... قتلت. قتلت. فهأتهأ لم تقتل)
(كلتاهما حلب العصير فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمفصل)
فقال بعضهم: امرأته طالق إن لم أسأل الليلة «عبيد الله بن الحسن القاضي»
عن علة هذا الشعر- لم قال: إن التي فوحد ثم قال: كلتاهما فثنى؟
ــ
(أتهجوه ولست له بكف ... فشركما لخير كما الفداء)
قالت الصحابة: يا رسول الله، هذا أنصف بيت قالته العرب، فتكلموا بأنصف، وعليه أيضا قول الشاعر:
(وأنصف الناس في كل المواطن من ... يسقي المعادين بالكأس الذي شربا)
ومما اتفق هنا أنهم قالوا: يتوصل إلى تفضيل المزيد بلفظ أشد مع أن أشد أيضا مخالف للقياس، لكنه لما سمع اتخذوه سلما لما خالف القياس.