الثالث: أنه قال في الحكاية: فالحلب عصير العنب، وفي بيت «حسان» حلب العصير، فيلزم إضافة الشيء إلى نفسه.
وعندي أنه أراد: كلتا الخمرتين أو الكأسين: الصرف والممزوجة حلب العنب، فناولني أشدهما إرخاء للمفصل يعني الصرف، وقد أسلفنا لك ما في تغليب المؤنث على المذكر فتذكر.
وقوله: إن الماء لا إرخاء فيه فيه ما لا يخفى، والإضافة المذكورة من إضافة الأعم للأخص، وقال «ابن بري» تسمية ماء السحاب أو السحاب عصيراً ليس بمعروف، وهي معصرات من الإعصار وهو الإلجاء من المكروه، وقد روى المفصل هنا بفتح الميم وكسر الصاد على أنه واحد مفاصل الأعضاء.
وقوله:
(وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها)
هو من قصيدة «للأعشى» وبعده:
(كي يعلم الناس أني امرؤ ... أتيت اللذاذة من بابها)
وقوله:
(دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء)
مطلع قصيدة «لأبي نواس» مشهورة، ومنها:
(صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها ... لو مسها حجر مسته سراء)
ومن العجب هنا ما في «الحواشي الحسنية» للمطول من أنه لما ذكر هذا البيت قال: هو في وصف الذهب، وقيل: هي الخمر.