للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قال الشيخ. رحمه الله: وقد أذكرني السوسن أبياتاً أنشدنيها «علي بن عبد العزيز» الأديب المعري «لأبي بكر بن القوطية» الأندلسي، يصف فيها السوسن، مما أبدع فيه وأحسن، فأوردتها على وجه التشذير لسمط هذا الفصل والتأبين لمن درج من أولي الفضل، وهي:

(قم واسقنيها على الورد الذي نعما ... وبادر السوسن الغض الذي نجما)

(كأنما ارتضعا خلفي سمائهما ... فأرضعت لبناً هذا وذاك دما)

(جسمان قد كفر الكافور ذاك وقد ... عق العقيق احمراراً ذا وما ظلما)

(كأن ذا طبة نصت لمعترض ... وذاك خد غداة البين قد لطما)

(أولا فذاك أنابيب اللجين وذا ... جمر الغضا حركته الريح فاضطرما)

ــ

وفي شرح «المفصل لابن يعيش»: إذا ثبتت زيادة حرف في كلمة في لغة ثبتت زيادتها في لغة أخرى نحو جؤذر، حكي فيه الفتح والضم، فالهمزة فيه زائدة لزيادتها في لغة من ضم؛ إذ ليس في الأصول مثل جعفر بضم الجيم وفتح الفاء، وإذا ثبتت زيادتها في هذه اللغة كانت زائدة في اللغة الخرى لأنها لا تكون زائدة في لغة أصلاً في لغة أخرى، هذا محال، وفيه نظر يعلم كما مر.

(لأبي بكر بن القوطية الأندلسي) هو محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم المعروف بابن القوطية القرطبي النحوي مولى «عمر بن عبد العزيز» والقوطية أم إبراهيم، وأصله من «أشبيلية» والقوطية بالقاف المضمومة يليها واو ساكنة ثم طاء مهملة نسبة إل «قوط بن حام بن نوح» واسمها «ميادة بنت المنذر» و «قوط» أبو السودان والسند والهند، فمعناه أنها جارية سوداء في الأصل، وهو إمام معمر لغوي محدث فقيه له تآليف منها «شرح أدب الكاتب» وكتاب «الأفعال» وهو كتاب جليل القدر، وكانت وفاته سنة سبع وستين وثلاثمائة يوم الثلاثاء لسبع بقين من ربيع الأول.

<<  <   >  >>