فالرواية الصحيحة فيه استد بالسين المهملة، ويكون المراد به السداد في الرمي، وقد رواه بعضهم بالشين المعجمة التي بمعنى القوة، ومثله في اختلاف الرواية قول "عروة بن أذينة":
(لقد علمت وما الإسراف من خلقي ... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني)
فروى أكثرهم لفظة الإسراف بالسين المهملة ورواها بعضهم بالشين المعجمة ليكون معناها التطلع إلى الشيء والاستشراق له [وهو اختيار المرتضى "أبي القاسم الموسوي". رحمه الله].
حكاية فيها اعتبار
ولهذا البيت حكاية تحت على استشعار اليقين وإعلان الأمل بالخالق دون المخلوقين فجنحته بها تحلية لعاطله، ومنبهة على صدق قائله، وهي ما رويته من عدة طرق أن "عروة" هذا وفد على "هشام بن عبد الملك" في جماعة من الشعراء، فلما
ــ
(كم قد أفدت وكم أتلفت من نشب ... ومن معاريض رزق غير ممنون)
(فما أشرت على يسر وما ضرعت ... نفسي لخلة عسر جاء يبلوني)
(خيمي كريم ونفسي لا تحدثني ... أن الإله بلا رزق يخليني)
(ولا اشتريت بمالي قط مكرمة ... إلا تيقنت أني غير مغبون)
(ولا دعيت إلى مجد ومحمدة ... إلا أجبت إليه من يناديني)
(لا أبتغي وصل من يبغي مفارقتي ... ولا ألين إلى من يبتغي ليني)
(إن سيعرفني من لست أعرفه ... ولو كرهت وأبدو حين يخفيني)
(فغطني جاهدًا واجهد علي إذا ... لاقيت قومك فانظر هل تغطيني)
(لا يبعد الله حسادي وزادهم ... حتى يموتوا بداء غير مكنون)
(إني رايتهم في كل منزلة ... عندي أجل من اللائي يحبوني)