الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من أكل ما تحت مائدته أمن من الفقر" فأشار "المأمون" إلى غلام فأتاه بمنديل فيه ألف دينار، فقال: يا أمير المؤمنين، وهذا من ذاك.
قلت: ومما يضاهي هذه القضية أن شاعرًا يمسى "القشلي" بقاف مفتوحة وشين معجمة، نسبة لقشل، وهي قرية باليمن، وهو شاعر مجيد اسمه "سرور" مدح المنتخب بقصيدة أعجبته، إلا أنه لم يعجل بجائزته [فتركه وارتحل عنه] ثم إن المنتخب تذكره فقيل له إنه ذهب، فأرسل خلفه الجائزة، فكتب إليه:
(هذا هو الجود لا ما قيل في القدم ... عن "ابن سعد" وعن "كعب" وعن "هرم")
(جود سرى يقطع البيداء مقتحمًا ... هول السرى من نواحي البيت والحرم)
(حتى أناخ بأكناف الحصيب وقد ... نام البخيل على عجز ولم ينم)
(وافى إلي ولم تسع له قدمي ... كلا ولا ناب عن سعيي له قلمي)
(ولا امتطيت إليه ظهر ناجيه ... تأتي وأخفافها منعولة بدم)
(أحبب به زائرًا قرت بزورته ... عين المديح وقامت حجة الكرم)
(فأي عذر إذا لم أجز همته ... شكرًا يقوم بالغالي من القيم)