هاتين، وتقول للاثنين من المذكر والمؤنث: هاتيا من غير أن يفرقوا في الأمر لهما، كما لم يفرقوا بينهما في ضمير المثنى في مثل قولك: غلامهما وضربهما، ولا في علامة التثنية التي في قولك: الزيدان والهندان، وكان الأصل في هات آت المأخوذ من أتى أي أعط، قلبت الهمزة هاء كما قلبت في أرقت الماء وفي إياك، فقيل: هرقت وهياك.
وفي ملح العرب أن رجلا قال لأعرابي: هات، فقال: والله ما أهاتيك أي ما أعطيك ...
ــ
و"الأصمعي" يقول: مهاة كحصاة، وتقديرها فعلة عنده، [وأصلها مهوة أي صفاء ورونق، ولامها واو] وهي مقلوب الماء بحسب الأصل، على أنهم قد استعملوا فعل الماء على هذا القلب، ويقال: أمهاه على حجره أي حدده وسقاه ماء، والأصل أماهه فقلب، ووزنه فعلة، ومنه موهت عليه أي جعلت للحديث لديه رونقًا.
ويقال: حفر البئر حتى أمهاه في لغة، وفي الأخرى حتى أمامه فمعنى البيت: أن هذا الدار ليس لها بقاء ولا لعيشها رونق وصفاء، وعلى المعنى الآخر يقول: إنها ليست دار قرار ولا لعيشها خفض مع ما يشوبه من الأكدار، ويروي:
(وليست دارنا الدنيا بدار)
ومن رواة مهاة بالتاء ففي ليس ضمير الشأن، وذكر أو مهاة اسم ليس، للفصل أو لأنه غير مؤنث حقيقي، وأيضًا فتذكير ليس مع الاسم المؤنث أسهل من تذكير سواها في الأفعال، إذ لم تتصل اتصال غيرها من الأفعال بما أسندت إليه من المؤنث من جهة أنك لو حدفتها استقل ما بعدها بخلاف نحو: ضرب هند زيدًا، ومن روى مهاة لا يتكلف ذلك كما قاله "ابن هشام" في تذكرته.