(دعتني أخاها "أم عمرو" ولم أكن ... خاها ولم أرضع لها بلبان)
(دعتني أخاها بعدما كان بيننا ... من الأمر ما لا يصنع الأخوان)
ــ
الفقهاء، وفسروه بأن الرجل يكون له امرأة ترضع بلبنه فكل من أرضعته حرمته عليه وعلى ولده، والصحيح أن يقال: اللبان للمرأة خاصة، واللبن عام. اهـ.
وقد تقدم الكلام على الشعر الذي ذكره، وبقي أن المراد بالمقرورين فيه الندى و"المحلق" و"المحلق" بكسر اللام وهو اسم رجل مشهور، وعطفه على الندى بجعله كرجل ألف آخر وآخاه، وهو في غاية البلاغة، ورضيعي مثنى حال منهما، وثدي منصوب به، ولا حاجة إلى تقدير من كما قيل؛ لأن رضع متعد بنفسه، أو هو مجرور بدل من لبان، والأسحم قد فسره المصنف، وقيل: المراد به رماد النار أو الليل أو الزق لأنهم كانوا يتحالفون إلى الشراب. وله قصة مشهورة. ورضيع الإنسان مراضعه، وفسر في اللغة بالأخ من الرضاعة، يعنون هذا ومن لم يعرفه فسره بالراضع، وقال: الإضافة لأدنى ملابسة فوقع في حيص بيص.
وفي شرح ديوان "أبي تمام""للتبريزي": إذا كانت المفاعلة بين اثنين جاء كل واحد منهما على فعيل كما جاء على مفاعل، كقعيد للذي يقاعدك وتقاعده، ونديم بمعنى منادم، ورضيع وجليس بمعنى مراضع ومجالس. ثم أنشد:
(دعتني أخاها أم عمرو ولم أكن ... أخاها ولم أرضع لها بلبان)
(دعتني أخاها بعدما كان بيننا ... من الأمر ما لا يصنع الأخوان)
هذا شعر "لعبد الرحمن بن الحكم" وأوله:
(وكأس ترى بين الأنام وبينها ... قذى العين قد نازعت أم أبان)
(ترى شاربيها حين يعتورانها ... يميلان أحيانا ويعتدلان)
(فما ظن واشينا بأبيض ماجد ... وبيضاء خود حين يلتقيان)
(دعتني أخاها ........ إلى آخر البيتين)
وهذا القائل تمثل به كما في المثل الآخر:"رب أخ لك لم تلده أمك" وله قصة معروفة.